للوضوء فروض وسنن ، ومجموع الفرائض والسنن يسمى صفة الوضوء .
فروض الوضوء :
الفرض في اللغة : الحز والقطع .
، وفي الشرع : ما أمر الله به أو رسوله صلى الله عليه وسلم على سبيل الإلزام .
وفروض الوضوء ( ستة ) : أربعة في القرآن واثنان في السنة .
ـ قال تعالى : { ياأيها الذين ءامنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلَكم إلى الكعبين } [سورة المائدة آية 6].
وهذه الأربعة متفق عليها بين المذاهب الأربعة .
ـ وتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم غالب حياته مرتبا ً فدل على الترتيب ، وهو مذهب الشافعية والحنابلة .
ـ ورأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا ً في رجله لمعة مثل الدرهم لم يصبها الماء فأمره أن يُعيد الوضوء والصلاة . [رواه أحمد وأبو داود وأصله في صحيح مسلم] ؛ فدل على المولاة ، وهو مذهب المالكية والحنابلة .
إذا ً ففروض الوضوء ستة :
1 ـ غسل الوجه ، واختلفوا في الفم والأنف والأحوط وجوب غسلهما .
2 ـ غسل اليدين إلى المرفقين .
3 ـ مسح الرأس ، ومنه الأذنان .
4 ـ غسل الرجلين إلى الكعبين .
5 ـ الترتيب .
6 ـ الموالاة ( بحيث لا يؤخر غسل عضو حتى يجف الذي قبله ) .
` والنية شرط لطهارة أي حدث لحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( إنما الأعمال بالنيات ). [متفق عليه] .
وذهب المالكية والشافعية إلى أن النية من فرائض الوضوء .
وذهب الإمام أبو حنيفة وأصحابه إلى أن النية من سنن الوضوء .
والصواب قول الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة من اشتراط النية.
` والتسمية واجبة مع الذكر ساقطة مع النسيان لحديث ( لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ) [رواه أحمد وابن ماجة وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه] .
إذا أراد المسلم أن يتوضأ فإنه ينوي الوضوء بقلبه ثم يقول : ( بسم الله ) لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه )1وإذا نسي أن يسمي فلا شيء عليه .
سنن الوضوء :
سنن الوضوء كثيرة منها :
1 ـ السواك .
2 ـ غسل الكفين ثلاثا ً .
3 ـ البدء بمضمضة ثم استنشاق .
4 ـ المبالغة في المضمضة والاستنشاق لغير الصائم .
5 ـ تخليل اللحية الكثيفة .
6 ـ تخليل الأصابع .
7 ـ التيامن .
8 ـ عدم أخذ ماء جديد للأذنين إن بقي ماء من مسح الرأس .
9 ـ الغسلة الثانية والثالثة .
صفة الوضوء :
أن ينوي الوضوء بقلبه ، ثم يسمي ، ثم يغسل كفيه ، ثم يتمضمض ويستنشق ثم يستنثر ، ثم يغسل وجهه من منابت شعر الرأس المعتاد إلى ما انحدر من اللحيين والذقن (طولا ً) ، وما بين شحمتي الأذنين (عرضا ً) وما فيه من شعر خفيف وظاهر الكثيف ، ثم يغسل يديه إلى المرفقين ، ثم يمسح كل الرأس مقبلا ً ومدبراً ثم يمسح الأذنين ، ثم يغسل رجليه إلى الكعبين ، ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين [ رواه الترمذي وأوله في صحيح مسلم إلى قوله ورسوله من حديث عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ ] فعندئذ ٍ تفتح له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء .
`وتباح معونته ( أي أن مساعدة المتوضئ مباحة ) ، وكذلك تنشيف الأعضاء بعد الوضوء مباحة .
نواقض الوضوء :
ينتقض وضوء المسلم بهذه الأشياء :
1-الخارج من السبيلين ، من بولٍ أو غائط .
2-الريح الخارجة من الدُبر .
3-زوال عقل الإنسان ، إما بجنون ، أو إغماء ، أو سُكْر ، أو نوم عميق لا يحس فيه بما يخرج منه ، أما النوم اليسير الذي لا يغيب فيه إحساس الإنسان ، فإنه لا ينقض الوضوء .
4-لمس الفَرْج باليد بشهوة ، سواءً كان فَرْجه هو أو فَرْج غيره ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من مسَّ فرجه فليتوضاً ) 11
5-أكل لحم الإبل ، لأنه صلى الله عليه وسلم سُئل : أنتوضأ من لحوم الإبل ؟ قال : ( نعم ) 12
*أكل كرش الإبل أو كبده أو شحمه أو كليته أو أمعائه ينقض الوضوء ، لأنه مثل لحمه .
*شرب لبن الإبل لا ينقض الوضوء ، لأنه صلى الله عليه وسلم أمر قوماً أن يشربوا من ألبان إبل الصدقة ، ولم يأمرهم بالوضوء من ذلك . 13
*الأحوط أن يتوضأ إذا شرب ( مرقة ) لحم الإبل .
ما يَحْرم على الـمُحْدث :
إذا كان المسلم مُحدثاً ، أي ليس على وضوء ، فإنه يَحْرم عليه التالي :
1-لمس المصحف ، لقوله صلى الله عليه وسلم في كتابه إلى أهل اليمن ( لا يمس القرآن إلا طاهر ) 14
- أما قراءة القرآن دون لمس المصحف فتجوز للمُحْدث .
2-الصلاة ، فلا يجوز للمُحْدث أن يصلي حتى يتوضأ ، لقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا يقبل الله صلاةً بغير طهور )15
*يجوز للمُحْدث أن يسجد سجود التلاوة ، أو سجود الشكر ، لأنهما ليسا بصلاة ، والأفضل أن يتوضأ قبل السجود .
3-الطواف ، فلا يجوز للمُحْدث أن يطوف بالكعبة حتى يتوضأ ، لقوله صلى الله عليه وسلم ( الطواف بالبيت صلاة ) 16. ولأنه صلى الله عليه وسلم توضأ قبل طوافه . 17
تنبيه مهم :
لا يشترط للوضوء أن يغسل المسلم فرجه ، لأن غسل الفرج ( القُبُل أو الدُبُر ) يكون بعد البول أو الغائط ، ولا دخل له بالوضوء .
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين